
مضيق البوسفور من أهم ممرات المياه أمام روسيا في العالم، إلا أنها تواجه خطر الإغلاق في وجهها، كجزء من العقوبات الغربية التي وقعتها عليها الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب الأوروبي بدعوى عملياتها العسكرية التي تنفذها على الأراضي الأوكرانية، ورغم أن الرئيس فلاديمير بوتين وصفها بأنها “عمليات خاصة ومؤقتة”، إلا أن الغرب هاجمها بضراوة بعدما كان على مشارف ضمها إلى حلف شمال الأطلسي “NATO”.
مضيق البوسفور

شبكة CNN الأمريكية أشارت في تقرير، إلى أن تركيا قامت وصف العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بأنه غزو وحرب، وهو ما جعلها تعتزم تقييد بعض السفن الحربية من المرور عبر الممرات المائية الأساسية، وهو ما وصفه الخبراء بـ”الحركة الخطيرة” لأنها قد تعيق مرور السفن العسكرية الروسية.
مناشدة من السفير الأوكراني في أنقرة
سفير أوكرانيا في أنقرة تركيا فاسيل بودنار، وجه رسالة لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، وناشدها بغلق مضايقها الأساسية أمام السفن الحربية الروسية وفقا لما نصت عليه أحكام اتفاقية مونترو لسنة 1936، بينما الحكومة التركية كان ردها أنها لن تقدم على فعل هذا الأمر إلا بعد اعتراف رسمي منها بأن ما تفعله القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا أعمال حرب.

وأكد الرئيس التركي أمس، أن حكومته ستستعمل السلطة الممنوحة لبلادها استنادا إلى اتفاقية مونترو بخصوص حركة السفن في المضائق بشكل يمنع موسكو من تصعيد الأزمة، وصرّح وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو بأن بلاده حذرت دول البحر الأسود وأي دولة أخرى من عبور السفن الحربية في مضيق البوسفور والدردنيل.
وكالة أنباء الأناضول التركية، نقلت تصريحات جاويش أوغلو، والتي قال فيها إنه لم يكن هناك أي طلب بالمرور عبر المضيق منذ اندلاع الأحداث الأخيرة، ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الهجوم الروسي على الأراضي الأوكرانية بغير المقبول على الإطلاق، مشددًا على أن أنقرة تقف على قدم المساواة بين الطرفين.
مضيق البوسفور واتفاقية مونترو
الاتفاقية المذكورة تمنح أنقرة سلطات واسعة فيما يتعلق بالسفن الحربية من البوسفور، إلى البحر الأسود وإيجة ومرمرة، وفي السلم، يمكن لأي سفينة حربية عبور المضيق من خلال إخطار دبلوماسي مسبق مع بعض القيود على وزن السفن والأسلحة التي تقوم بحملها.
ولا يمكن التغافل عن كانت انتماء السفينة لإحدى دول البحر الأسود، وفي الحرب، يمكن لتركيا أن تمنع مرور السفن الحربية لأي طرف متحارب من المرور، بشرط أن يكون الدافع وراء هذا الإجراء منع المزيد من التصعيد، ولو كانت تركيا مشاركة في أي حرب أو تعد نفسها مهددة بالخطر سيكون في إمكانها إغلاق المضيق أمام أي سفينة حربية.
مضيق البوسفور وروسيا
إذا اتخذت تركيا هذا القرار فإنها ستحد من فرص مرور السفن الحربية الروسية من البحر المتوسط للبحر الأسود، مع إمكانية عبور السفن المذكورة في حال عودتها إلى قواعدها الأصلية، وهو ما أعلن وزير الخارجية التركي اعتزام بلاده تنفيذه، لكن بعض الخبراء صرحوا بتحشيد روسي كامل وهو ما ينبئ عن أزمة مرتقبة بين روسيا وتركيا في حال منع قواتها من المرور.
التعليقات